السلام عليكم،

تدوينة اليوم عبارة عن سواليف مبعثرة إن ربطها شيء فخيط دقيق جدا.

قبل لا أبدأ هذه المدونة كان عندي مشروع طموح (طموح لدرجة الاستحالة) وهو إني أفتح مدونة هدفها الأساسي هو وضع نظرتي للعالم فيها، أو أن “أصف العالم كما أراه”. طبعا مات الحلم قبل أن يبدأ، لضخامة المهمة. لكني مازلت مؤمن بأهمية وجود تصور واضح عن “العالم”.. وبهذا أقصد تصور واضح عن نفسي، عن المعرفة، وكل ما يمس حياتي اليومية. أن يكون عندي أساس فلسفي متين من خلاله أبرر جميع أفعالي وقناعاتي. لكن بدال ما أكبر اللقمة وأغص.. قلت (عن وعي أو غير وعي) خلني أبدأ بتجميع أفكاري الصغيرة والملاحظات.. ثم بعد ذلك أحاول نسج سياق واحد يجمعها ويلملم شتاتها.

هالمدونة أحسها أداة جيدة لفعل هذا بالضبط.. كل تدوينة هي ملاحظة صغيرة.. في كتابتها أولا أتحقق من إنها واضحة (لنُشِرْ إلى هذه التدوينة بـ[1]) وثانيا بدال ما أبقيها حبيسة نفسي، أضعها على “ورق” وأستخدم الجزء اللي كانت تشغله من دماغي في محاولة ربط كل هالملاحظات الصغيرة. والحقيقة أني الآن وأنا أكتب هذه التدوينة وجدت ثمار هالمدونة في مساعدتها لي على ربط الأفكار ببعض. فكلامي اليوم مثلا عن تكوين “نظرة للعالم” أتى من التدوينة السابقة.. وفكرة التأكد من وضوح الفكرة أتى من [1].

الكلام الجديد اللي أبي أقوله في هالتدوينة إن: الفكرة إذا كانت واضحة فهي صحيحة1. والبرهنة على هذا مثل البرهنة على [1]. الفكرة الخاطئة يستحيل أن تكون “واضحة”، إلا لو كان في عقل الشخص لوثة. بافتراض أن عقل الشخص سليم، فإن الفكرة الواضحة تعني إن الفكرة صحيحة. وربطا بـ[1] هذا يعني أن الكتابة تساعدنا على التحقق من صحة أفكارنا.

لكن الهدف هو أكبر من أن أجمع “أفكار” صحيحة فقط. المشروع الأكبر هو أن أكون “فكر” صحيح ينظم بعثرة هذه الأفكار. نصف مهمة التحقق من صحة هذا الفكر يقع على صحة الأفكار المكونة له. النصف الآخر هو التحقق من “صحة الربط”، وإلى الحين ما أدري وش يعني هالشيء.

والسلام عليكم.

  1. الحقيقة أن فكرة أن وضوح الفكرة يعني صحتها كان يدور بخاطري من مدة لكن من وجه آخر. هالوجه الآخر لهذه الفكرة هو إن عدم فهمنا لشيء أحيانا لايعني أن الخلل بنا، بل بالفكرة نفسها. تماما مثل الـcompiler error.. قد يكون الcompiler فيه bug، لكن الاحتمال الأكبر هو إن الكود البرمجي اللي أدخلته فيه مشكلة.